موجز مختصر عن “كتاب النسخ في القرآن الكريم” الدكتور مصطفي زيد رحمه الله

من الموضوعات المهمة التي تواجهنا عندما نقرأ ونتدبر القرآن الكريم، هو موضوع النسخ. وفي عصرنا الحديث، نجد من علماء المسلمين من ينكر وقوع النسخ في القرآن، ويقول لا نسخ في آيات القرآن الحكيم، وآخرون -وهم الأكثرية- يرون النسخ، ومنهم المكثر في النسخ ومنهم المقل.

ومن أواخر الأبحاث والدراسات المُعتبرة، الدراسة المستفيضة الشاملة التي قام بها الأستاذ الدكتور مصطفى السيد بدر زيد رحمه الله، أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس القسم بجامعة القاهرة وجامعة بيروت العربية في سبعينات القرن الماضي، ونشر الدراسة في كتابه “النسخ في القرآن الكريم، دراسة تشريعية تاريخية نقدية” (زهاء ألف صفحة في مجلدين) صدر سنة 1391هـ الموافق 1971 م، والكتاب موجود على الشبكة العنكبوتية ويمكن تنزيله.

وخلص الدكتور مصطفى زيد رحمه الله الى النتائج التي نوجز بعضها فيما يلي نقلا عن كتابه المذكور:

1- آية النسخ في سورة البقرة تدل على جوازه وآية التبديل في سورة النحل تدل على وقوعه.

2- المعنى الحقيقي للنسخ (الذي ورد في الآية) لغة هو الإزالة

3- نوقشت في الفصل الرابع دعاوي النسخ على ثلاثة وستين آية، نسخت بآية واحدة هي آية السيف ( الآية الخامسة من سورة التوبة)، ….. وأنتهت المناقشة الى إبطال هذه الدعاوي جميعًا.

4- أما الباب الرابع والأخير فقد عُرض فيه وقائع النسخ التي صحت، وهي خمس وقائع في ست آيات، وهم:

أولا: واقعة وجوب التهجد ثم نسخه، في سورة الْمُزَّمِّلُ.

ثانيا: واقعة فرض الصدقة بين يدي نجوى الرسول (ص)، ثم رفعه في سورة المجادلة (الآية 12).

 ثالثاً:  واقعة وجوب الثبات في القتال أمام عشرة أمثالهم من الكفار، ثم نسخه بوجوب الثبات أمام مثليهم فقط، في سورة الأنفال.

رابعاً: واقعة عقوبة الزنا في آيتي سورة النساء، ونسخها بالحد في آية سورة النور.

خامسًا: واقعة نسخ مفهوم قوله تعالى في سورة النساء: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ}، بالأمر بإجتناب الخمر مطلقًا عن القيود في سورة المائدة.

 

وعليه، نجد أن هذه الدراسة المفصلة الشاملة، التي أثنى عليها كثير من الفقهاء، بينت أن الآيات التي شملها النسخ هي فقط ست آيات شملت الوقائع الخمس التي ذكرناها، والتي فصلها الدكتور في كتابه القيم. وهكذا يمكن القول أن المسافة بين من أنكر حدوث النسخ ومن قال به ضاقت الى درجة تسمح للمسلم الذي لا دراية له بعلوم الفقه، متى استوعب الوقائع الخمس المذكورة، أن يقرأ القرآن ويعمل به كله، دون أن يقول له أحدهم هذه نسخت وبطل العمل بها.

                                     الرابط للفيديو على قناة  المضاربة على اليوتيوب:

موجز مختصر عن “كتاب النسخ في القرآن الكريم” الدكتور مصطفي زيد رحمه الله